01 - 05 - 2025

تباريح | توجس وترويع

تباريح | توجس وترويع

(أرشيف المشهد)

30-6-2013 | 18:40

التوجس من كل كلمة تنطقها في ماسبيرو إذا ماكنت ضيفا على أحد برامجه يعكس حجم الديكتاتورية التي يراد فرضها على المجتمع ، والتي لم نر منها حتى هذه اللحظة إلا قمة جبل الجليد.

مئات المرات كنت ضيفا سواء في عهد مبارك أو فترة حكم المجلس العسكري ، انتقدت كما يحلو لي ، فمن يقرر استضافتي يعرف مواقفي ، وأشهد الآن كم كان صدر المجلس العسكري واسعا لكل نقد (وأحيانا للتجريح) ولا أريد أن أقول أن ذلك كان متاحا في عهد الرئيس المخلوع ، حتى لايفسر أحد كلامي بأكثر مما يحتمله.

ماسبيرو الآن يشبه بيت الأشباح ، الجميع يخاف من بعضه ومن الضيوف ، وبعد أن مر بفترة ازدهار كان خلالها مزارا لكل الأطياف السياسية ، أصبح أغلب الضيوف غير مرغوب بهم في جنباته ، وإن حضروا مثلوا هما ، فالانتقاد ممنوع والخطوط الحمراء كثيرة ، ومعدو ومقدموا البرامج يحاولون الاتفاق على كل كلمة تقولها قبل الدخول لاستديو الهواء ، لذلك زاد عدد البرامج المسجلة ، التي يمكن فرض رقابة عليها.

وضع مبنى ماسبيرو جزء بسيط من المأساة التي يعيشها الإعلام في عهد مرسي ، فهو متهم على الدوام ، وكأن الإعلامي صانع الحدث وأصل الداء والورم الخبيث الذي يسري في أوصال المجتمع بحسب أوصاف بعض من ينتسبون للتيارات الإسلامية.

نحن إزاء سلطة تحاول إخفاء الأعراض وليس علاج الأمراض ، بنفس الطريقة التي طالب فيها متصل ببرنامج كنت ضيفا عليه يوم الجمعة الماضي، بتعليق حق التظاهر السلمي الآن!!

هم يريدون منع التظاهر وإغلاق عدسات الإعلام ، حتى يرددوا أكاذيبهم دون أن يراجعهم أحد ، ويرتكبوا حماقاتهم دون اعتراض ، يريدون فرض الظلام على بلد أشرقت جنباته بثورة 25 يناير ، لذلك فإن مآلهم عاجلا أو آجلا ، لن يكون إلا مزبلة التاريخ.

ربما يستحلون سفك الدم ، وربما يروعون النساء الذين يرونهم "تربية شوارع وأولاد كلب" عكس نسائهم ، ويروعون الأطفال ، بنفس الطريقة التي حاولوا بها ترويع الوطن كله عبر قتل أربعة من الشيعة والتمثيل بجثثهم جهارا نهارا ، قبيل أيام قليلة من 30 يونيو .. لكن شباب مصر ورجالها الأطهار لن يتمكن أحد من ترويعهم ، وهم ماضون لإكمال ثورتهم ، وإعادة الهاربين من سجونهم إلى المكان والمكانة التي لا يستحقون غيرها، بعد ان واتتهم فرصة تاريخية لكنهم لم يفلحوا إلا في الإساءة لأنفسهم وللإسلام.

يالهم من أغبياء

مقالات اخرى للكاتب